المواطن/ كتابات ـ فهمي الصبري
“مؤخرًا” لوحظَ قاتلٌ أسود ، يتجولُ في أحياء ومدن الصين ، ــ قيلَ ــ بأنه وحيٌ من السماء هَبَطَ على الصين وحدها؛ ليتبينَ بعد أسابيعٍ قليلة أن رسالته عالمية ، من خلال انتشارها السريع ، وتأثيرها المميت في بلدانٍ شتّى غير الصين.
وحين وصلت رسالته إلى القُطر العربي ، وأوشكت وصولها اليمن؛ استعدَ اليمنيون ــ بطريقةٍ فريدة ــ عن العالم ، باستقبالهم الرسالة المميتة بالتهليل والترحيب؛ وليس غريبًا على اليمنيين أن يرحبوا بكل سارةٍ وضارة؛ فقد أسلموا لسليمان من أول نظرة ، ولمحمدٍ من أول رسالة (معاذ بن جبل) ، ولعبهلة في حرب الردة ، وابرهة في نقل القِبلة ، والحوثي من أول قلبة ، والشرعية من أول ضربة…!
سيكون وحيًا في اليمن؛ حين يصبح المتسخ نظيفًا ، كونه أُجبرَ على تنظيف نفسه ، والمولعي المُبذِر إلى اقتصادي مُحتكِر ، كونه تَعودَ على أسواق بدون مقاوتة ، وحينما يتساوى الظالم والمظلوم؛ لأنه سيطال الجميع وبدون تمييز ، وحينما يتساوى المتزوج والعازب ، بامتناع المتزوجون من العناق والتقبيل.
و وحيًا حينما يُمنع تدوال العملات في الأسواق والمتاجر والشركات الربحية ، ليتساوى على إثرها كلٌ من (الطفران الكادح والتاجر الرابح)؛ وحين تتوقف محلات الإتجار بالبشر والأعمال الجنسية ، ومنتديات الغسيل الفكري.
ويكونُ شؤمًا إذا كانت فترة انتشاره تمنع حضور الطلبة إلى مؤسسات التعليم لفتراتٍ طويلة دون التفكير بالطريقة الإلكترونية المؤقتة للتعليم؛ وحين نكون شعوبًا متلقية نخاف الموت الذي لم يدفعنا للحفاظ على حياتنا نحو دراسة واكتشاف علاجه بذواتنا؛ حتى لا نكون عُرضةً للهلاك وابتزاز الأجانب .
إنه شؤمًا حين تُقطفُ الأرواحَ في أعمارٍ مبكرة وفي آجال مُباغتة (غير مكتملةِ الوفاة) ، وحين يتوقفُ الثوار عن مواصلة طقوسهم الثورية في وجه المتسلطين من الحكام ، وحين تتوقف المؤتمرات الأممية الزائفة ، وتُغلقُ المؤسسات الثقافية والعلمية التوعوية ، وحين يجتمع المرضى ومرافقيهم والأطباء في المستشفيات ، ليلحِقَ الضرر بالجميع؛ وشؤمًا إذا جاعت بطون البسطاء وأُسَرِهِم ، نتيجة انقطاع سُبل عيشهم أو فقدان أرزاقهم؛ وإذا توقفَ الناس عن أداء العبادات في دُورِها ، ومُنعَ الحجيج من أداء الطاعات في بيت الله؛ وأكثرُ من ذلك شؤمًا أن يقتصرَ الحجيج على الكعبة المُشرفة دون النظر في أمر البطون الجائعة ، والأمراض القاتلة..!
وشؤمًا إذا اقتصرت التكتيكات الرومانسية على غُرَف الدردشات دون غُرف الرمسسات ، وإذا كان سلاحًا بيلوجيًا يُرادُ به القضاء علينا والتهام ثرواتنا ، ثم نذهبَ لتصنيفه عقابًا لغير المسلمين وابتلاءًا لنا ، ونسمعُ عنه ونُقتلُ به دون أن نعرفَ ممَ صُنعَ ولماذا؟ ، أو حتى نفكرَ بدراسةٍ علمية لا خرافية سفسطائية لصده والقضاء عليه.
أتدرون من القاتل وما رسالته؟
إنه فِطرٌ أمريكي الجنسية ، دُرِسَ على أيادٍ بيولوجية فائقة الذكاء في الولايات المتحدة الأمريكية ، بدأ حياته الفطرية في مدينة ووهان الصينية ، بالتزامن مع توقيت نشر رسالته الفطرية فيها ، والتي استمرَ قرابة الثلاثة أشهرٍ في نشرها بالمدينة ، حتى تلقى ضربته القاتلة فيها ، بعد أن قضى فترة إقامته في نشر الموت والعبث فيها؛ لِيَنتقلَ بعدها إلى بلدانٍ أخرى ــ أكثرُها أمانًا وأقلها محاربةً له ــ حيثُ اتخذَ من (إيران وإيطاليا) مَوَاطنًا خصبةً لنشر رسالته ، التي تسببت بموت وإصابة الآف الأبرياء فيهما؛ نظرًا لغياب الكادر البشري والإمكانية المادية واللوجستية المتوفرَين لدى الصينيين؛ لصده وإيقاف عبثه.
ولم تتركز رسالته على إيران وإيطاليا فحسب؛ بل أصبحت عالمية ، بفضل التجار والسياسيين والسواح والرحالة المهاجرين بين الأقطار ، ثم بفضل التجمعات البشرية ، والعملات والمنتجات المتداولة ، والتحايا والقُبلات المتبادلة؛ لتتسببَ بتوقفٍ شبه تام للحياة ، يتمثلُ بمنع تداول العملات والمنتجات وتبادل القُبلات ، وإقامة الحفلات ، وإيقاف الرحلات ، وإغلاق دور العبادات ، ومؤسسات التعليم والثقافة ، وتوقف الثورات والتجمعات ، وغيرها من السلبيات التي أرهقت الإنسان…
أما رسالته فإن جعبتها مليئةً بالمؤسفات المتمثلةُ بالقضاء على كل إنسان ، خارج خارطة الولايات المتحدة الأمريكية؛ كي تتمكنَ من “أمركة” العالم ، والتفرد فيه ، وتستوليَ على مقدراته ، وجعلها خاصةً فيها؛ ولسوء حظها؛ نجت ألدُ أعدائها من رسالتها الخبيثة (الصين) وسلاحها المميت؛ لتكون الطامح الآخر للوصول إلى عرش العالم “بطريقتها المختلفة” عن نظيرتها ، بتوليها دور الطبيب المنقذ للعالم من الرسالة الأمريكية المميتة ، والتي قد تحقق ما عجز عنه الخبث الأمريكي؛ بإنقاذها العالم ، بالطريقة الطيبة المستمدة من روح الأخلاق الحميدة ومبادئ الإنسانية.
لقد كان ذاك القاتل يُدعى (كورونا) صاحب الرسالة الأسرع والأخبث في العالم؛ فاعتبروا يا أولوا الألباب..!